قال الشيخ عبدالله السعد:
(وقد جاء المتأخرون وقالوا: إن الأسانيد إذا كانت ضعيفة وجاءت بطرق متعددة تتقوى، إذن تكون هي صحيحة أو حسنة لغيرها، فأخطؤوا في ذلك، بل هذه الأحاديث باطلة في الحقيقة ومردودة كما تقدم شرح ذلك).
"كيف تكون محدثاً" (1/77).
قلت: في هذا التقرير نظر وهذا الذي نسبه للمتأخرين فقط لا يُسلم به بل ورد من فعل المتقدمين، ولو أنه قال: كان المتقدمون يحطاطون ويشددون في ذلك لقبل منه وإلا قد يصححون الحديث الضعيف وضعفه يسير بكثرة شواهده ومتابعاته.
مثال ذلك حديث خالد بن مخلد القطواني (من عادى لي ولياً ...). الحديث فقد انفرد به وهو صدوق يخطئ لا يحتج به إذا انفرد وقد قال الذهبي في "ميزان الاعتدال" (1/641):
( ... هذا حديث غريب جداً، ولولا هيبة الجامع الصحيح لعدوه في منكرات خالد بن مخلد، ...).
فحديث أبي هُريرة رضي الله عنه: (من عادى لي ولياً فقد آذنني بالحرب ...)، رواه البخاري في "صحيحه" وتكلم عليه الحافظ ابن حجر في "الفتح" (1/400) وقواه بمجموع طرقه وليس فيها طريق صحيح أو حسن.
----------------------
كتبه: صبري المحمودي
5 . 4 . 1438 هجري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق