الاثنين، 13 مارس 2017

شروط الحديث المتواتر في الميزان ..

اشترط بعض من كتب في المصطلح شروطاً للحديث المتواتر كما هو صنيع الخطيب البغدادي في "الكفاية" ومن بعده فقالوا: الحديث المتواتر له شروط خمسة وهي:
1- أن يرويه جماعة.
2- أن يكون هؤلاء الجماعة في طبقات السند كلها.
3- أن يكون مستندهم الحس لا العقل.
4- أن تحيل العادة توافق هؤلاء الجماعة وتواطئهم على الكذب. 
5- أن يفيد العلم اليقيني. 
ويمثلون للحديث المتواتر بهذه الشروط بحديث (من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار). 
وعند التحقيق يقال:
هذه الشروط لا يذكرها أئمة هذا الفن وفرسانه بل هي مأخوذة من أهل الكلام، ولو دققت فيها لم تجد لها مثالاً صحيحاً لذا قال ابن الصلاح: (إلا أن يدعى في حديث (من كذب علي متعمداً ..)).
وَمِمَّا يدل على أن هذه الشروط غير معروفة عند أئمة هذا الفن نقد الشافعي رحمه الله لقولهم: (أن تحيل العادة تواطئهم وتوافقهم على الكذب) فجعل هذا الشرط قدح في العلماء إذ لا يقبل خبرهم على وجه الجزم إلا أن لا يستطيعوا الكذب. 
والمتعين عند جمهور المحدثين والفقهاء أن الحديث المتواتر يختلف بحسب ما ينقدح في نفس العالم المحدث لذا قال البخاري رحمه الله: (حديث لا صلاة لمن لم يقرأ بأم القرآن حديث متواتر). 
وقرر هذا ابن تيمية رحمه الله فقال: (وهذا يختلف باختلاف الخبر نفسه تارة وباختلاف المخبر تارة وهو شيء ينقدح في نفس المحدث ...).
وقال: (فكما يحصل الري لمن شرب الماء بعد العطش والشبع لمن أكل بعد جوع فكذلك ينقدح في نفس المحدث أن هذا الحديث متواتر ... وهذا مذهب جمهور المحدثين والفقهاء).
الخلاصة: أن هذه الشروط للحديث المتواتر محدثة وإدخالها في علم المصطلح هو من التأثر بعلم الكلام ولا يوجد مثال عملي للحديث المتواتر بهذه الشروط.
---------------------

كتبه: صبري المحمودي
5 . 6 . 1438 هجري

شروط السعد لقبول المتابعات والشواهد .. (!!)

قال الشيخ عبدالله السعد:
(وقد جاء المتأخرون وقالوا: إن الأسانيد إذا كانت ضعيفة وجاءت بطرق متعددة تتقوى، إذن تكون هي صحيحة أو حسنة لغيرها، فأخطؤوا في ذلك، بل هذه الأحاديث باطلة في الحقيقة ومردودة كما تقدم شرح ذلك).
"كيف تكون محدثاً" (1/77).

قلت: في هذا التقرير نظر وهذا الذي نسبه للمتأخرين فقط لا يُسلم به بل ورد من فعل المتقدمين، ولو أنه قال: كان المتقدمون يحطاطون ويشددون في ذلك لقبل منه وإلا قد يصححون الحديث الضعيف وضعفه يسير بكثرة شواهده ومتابعاته.
 مثال ذلك حديث خالد بن مخلد القطواني (من عادى لي ولياً ...). الحديث فقد انفرد به وهو صدوق يخطئ لا يحتج به إذا انفرد وقد قال الذهبي في "ميزان الاعتدال" (1/641):
( ... هذا حديث غريب جداً، ولولا هيبة الجامع الصحيح لعدوه في منكرات خالد بن مخلد، ...).
فحديث أبي هُريرة رضي الله عنه: (من عادى لي ولياً فقد آذنني بالحرب ...)، رواه البخاري في "صحيحه" وتكلم عليه الحافظ ابن حجر في "الفتح" (1/400) وقواه بمجموع طرقه وليس فيها طريق صحيح أو حسن.
----------------------
كتبه: صبري المحمودي
5 . 4 . 1438 هجري

الجمعة، 10 مارس 2017

رد كذب المفتري شيبة السوء حمزة أبو فارس

الحمدلله رب العالمين، ولا عدوان إلا على الظالمين، والصلاة والسلام على قائد الغر المحجلين، نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين ..
وبعد:
فقد وقفت اليوم ( 8 . 6 . 1438 هجري ) على كلام للمدعو حمزة أبو فارس إخواني المنهج، أشعري المعتقد، تكفيري الطريقة، المشهود له في مدينته - التي هي مسقط رأس أبي وأجدادي ( مسلاتة ) - بسوء الخلق من العامة قبل غيرهم يقول فيه:
( هذا الكتاب أعطيت مخطوطته لهذا الرجل إذ خدعني فقال لي إن طالبا مغربيا يريد الاستعانة به دون تحقيقه وهو يضمر أن يحققه وقدكذب علي إلا أني لم أسلم له كتاب النكاح كاملا احتياطا خوفا من أ ن يفعل هذا ما فعله وأرهم الجامعة أن هذا هو الموجود من الشرح وسيخرج كتاب النكاح كاملا بتحقيقها قريبا بعون الله فهو جاهز للطباعة وبالمناسبة فإن الذي حقق هذا ألجزء المبتور لم يشر إلي من قريب ولأ من بعيد وكأن المخطوط نزل عليه من السماء .
وكتبه حمزة أبوفارس ).
فأقول مستعيناً بالله، فهو المعين والنصير وحده لا شريك له، وعلى نفسها جنت براقش:
هذا المعتدي في كتابته رماني بأمور أنا برئ منها براءة الذئب من دم يوسف فقال:
1- (أنه أعطاني المخطوط بعد أن قمت بخداعه وأوهمته بأن طالباً مغربياً يريد المخطوط للاستعانة به دون تحقيقه وأنني كنت أضمر تحقيقه وأني كذبت عليه).
هذا الذي رميتني به هو الكذب والبهتان بعينه ومن التسرع في رمي التهم ومن سوء الخلق الذي بلاكم الله به، طهر الله البلاد والعباد من أمثالكم ..
إذ حقيقة الأمر أني نزلت لطرابلس الغرب (عام 1428 هجري) في إجازة مدتها عشرون يوماً، فكلمني الأخ المغربي واسمه: (عبدالله المذكوري البيضاوي) قبل السفر - وكان هذا في مكتبة الشيخ حمّاد الأنصاري رحمه الله - وطلب مني أن أستلم أمانة من هذا الدعي ( أبو فارس ) فوافقت على مضض والله يشهد بهذا، فلما قابلته في طرابلس أعطاني الأمانة المذكورة ولم أكن على دراية بها ولا بمكانتها، ولم يشر لي من قريب ولا بعيد بعدم الإذن بتحقيقها، كما أوهم شيبة السوء ( أبو فارس ). 
ولما قدمت المدينة قابلت الأخ المغربي وسلمته أمانته، وبعدها بأيام قابلت ( الأخ المغربي ) في مكتبة الشيخ حمّاد الأنصاري رحمه الله وطلبت منه أن يدلني على مخطوط أقدمه للجامعة لنيل درجة الماجستير، إذ كانت له عناية بالمخطوطات، فقال لي:
هذا المخطوط ( شرح الرسالة ) الذي أتيت به من ليبيا يصلح لذلك، فأخذت منه نسخة، وبالفعل قدمته كموضوع لرسالة الماجستير، وقمت بتحقيقه على أتم وجه تقريباً، حتى أن مشرفي أُعجب بعملي وأشاد به في قاعة المناقشة، وكذلك بقية الأعضاء ولله الحمد أولاً وآخراً.
وبحمدالله فقد قُرأ على سماحة مفتي عام المملكة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ حفظه الله وأعجب به وأثنى عليه وطلب مني طباعته وإكماله فامتثلت لأمره، فسافرت لليبيا وذهبت لمركز المخطوطات بطرابلس الغرب وطلبت منهم المخطوط فرفضوا وتعللوا بعلل واهية، تبين لي فيما بعد أن المدعو ( أبو فارس ) قام بتحذيرهم مني وطلب منهم أن لا يعطوني المخطوط.
فقمت بإرسال أحد أصدقائي ليأخذ منهم بقية المخطوط دون أن يُظهر معرفته بي عندهم، وبالفعل ذهب صديقي لهم وأعطوه المخطوط واشترطوا عليه أن لا يعطيه لأحد خصوصاً لطالب ليبي يدرس في المدينة ( والمراد أنا على وجه التحديد )، وقالوا له: لا نريد المخطوط يخرج من البلاد، فاتصل بي هذا الصديق وأخبرني بشرطهم، وقال لي: لا أستطيع تسليمك المخطوط إلا بفتوى من أهل العلم، فذهبت لسماحة المفتي وأعلمته بالأمر فقال لي: هذا لا يجوز وليس لهم حكر العلم وخذه منه.
وكذلك العلامة الشيخ صالح اللحيدان أمدّ الله في عمره على طاعته قال: لا يجوز إحتكار العلم بل هو مشاع بين أهله. 
فاتصلت بصديقي وأعلمته فقام مشكوراً بإرسال المخطوط كاملاً جزاه الله خيراً - ( *ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله* ). 
وقمت بنسخ المخطوط كاملاً بجميع أبوابه ولله الحمد والمنة ورُوجع وقريباً يخرج بإذن الله، مع الانتهاء من كتاب النكاح كاملاً والله الموفق. 
2- ( زعم أني أوهمته وخدعته بأن طالباً مغربياً يريده لا للتحقيق ) ..
لماذا هذا الكذب يا شيبة السوء (؟!!)
للأسف قد جمعت بين سيئتين، سوء الخلق والظن، وسوء المنهج والمعتقد ..
الأخ المغربي كنت أنت وهو على اتفاق قبل أن أقابلك، ولهذا لما علم أني مسافر لليبيا كلمني وأعطاني رقم هاتفك وقال لي استلم الأمانة منه وأحضرها لي، وهذا على اتفاق سابق بينكما، ولم أوهمك ولم أكذب عليك فلماذا هذا الكذب (!!)
3- زعمت يا هذا أني أوهمت الجامعة بأن هذا هو الموجود من المخطوط ..
قلت: هذا هو الذي أعلمني به الأخ المغربي، فلم أوهم الجامعة كما زعمت، وبعد أن قدمت المخطوط وقبل في القسم علمت أن للمخطوط تكملة فسعيت للحصول عليها وقد قمت بالتواصل معك لكن سوء خلقك وسوء معتقدك كان سبباً في قطع العلاقة، ولعلي أفصل فيه لاحقاً (1)..
4- سيخرج كتاب النكاح كاملاً ... 
مت بغيظك فالكتاب بأبوابه موجودٌ عندي كاملاً من صلاة العيدين وحتى نهاية كتاب النكاح والبيوع وغيرها *فلا نامت أعين الجبناء* ..
5- قولك: ( لم يشر إليّ من قريب ولا من بعيد ... ).
من أنت حتى يشار إليك يا شيبة السوء(2) وقد جمعت بين سوء الخلق وسوء المعتقد، فمثلك لا يذكر وإذا ذكر فإنما يذكر على وجه الذم والقَدْح، هكذا كان الأئمة الأعلام يفعلون مع أمثالك ..
*وأنا أخذت المخطوط على نية تحقيقه ودراسته من الأخ المغربي وليس منك* ..
وبإذن الله لي وقفة معك في مقال مطول أذكر فيه خزاياك التي بثثتها في موقعك وفي قناتكم قناة النبح - التي اجتمعت الكلمة على ذمها -، وكذلك مع السفيه المغرور الذي أرسلته إليّ(3) المدعو ( محمد أبو عجيلة ) الذي يتشدق بما لم يعط، خاصة بعدما أظهره إعلام الخوارج ( قناة التناطح )، فلا علم ولا فهم مع عجب وغرور ..
ورد مطول مع كبيركم الذي علمكم السحر ( الكاذب الغرياني ) ..
وأخيراً أقول: إخسأ فوالله لن تعلو قدرك إذا كان لمثلك قدر (!!) 
------------------

(1): وكذلك لما تواصلت بنفسي وعن طريق بعض الشباب مع مركز جهاد الليبيين الذي يوجد به أصل المخطوط زعموا أنه تلف وتآكل ..
(2): وقد جاء للمملكة وطلب مقابلة العلماء فرفضوا مقابلته فذهب للمدينة فاستقبله السفهاء ممن وافق هواه أهواءهم ..
(3): وقصة إرسالهم لي مضحكة مبكية تدل على سفه في العقل والخلق من كليهما وجبن في المواجهة وهكذا هي عادة أهل البدع ..

كتبه: صبري المحمودي المسلاتي
8 . 6 . 1438 هجري