الحمدلله رب العالمين، ولا عدوان إلا على الظالمين، والصلاة والسلام على قائد الغر المحجلين، نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين ..
وبعد:
فقد وقفت اليوم ( 8 . 6 . 1438 هجري ) على كلام للمدعو حمزة أبو فارس إخواني المنهج، أشعري المعتقد، تكفيري الطريقة، المشهود له في مدينته - التي هي مسقط رأس أبي وأجدادي ( مسلاتة ) - بسوء الخلق من العامة قبل غيرهم يقول فيه:
( هذا الكتاب أعطيت مخطوطته لهذا الرجل إذ خدعني فقال لي إن طالبا مغربيا يريد الاستعانة به دون تحقيقه وهو يضمر أن يحققه وقدكذب علي إلا أني لم أسلم له كتاب النكاح كاملا احتياطا خوفا من أ ن يفعل هذا ما فعله وأرهم الجامعة أن هذا هو الموجود من الشرح وسيخرج كتاب النكاح كاملا بتحقيقها قريبا بعون الله فهو جاهز للطباعة وبالمناسبة فإن الذي حقق هذا ألجزء المبتور لم يشر إلي من قريب ولأ من بعيد وكأن المخطوط نزل عليه من السماء .
وكتبه حمزة أبوفارس ).
فأقول مستعيناً بالله، فهو المعين والنصير وحده لا شريك له، وعلى نفسها جنت براقش:
هذا المعتدي في كتابته رماني بأمور أنا برئ منها براءة الذئب من دم يوسف فقال:
1- (أنه أعطاني المخطوط بعد أن قمت بخداعه وأوهمته بأن طالباً مغربياً يريد المخطوط للاستعانة به دون تحقيقه وأنني كنت أضمر تحقيقه وأني كذبت عليه).
هذا الذي رميتني به هو الكذب والبهتان بعينه ومن التسرع في رمي التهم ومن سوء الخلق الذي بلاكم الله به، طهر الله البلاد والعباد من أمثالكم ..
إذ حقيقة الأمر أني نزلت لطرابلس الغرب (عام 1428 هجري) في إجازة مدتها عشرون يوماً، فكلمني الأخ المغربي واسمه: (عبدالله المذكوري البيضاوي) قبل السفر - وكان هذا في مكتبة الشيخ حمّاد الأنصاري رحمه الله - وطلب مني أن أستلم أمانة من هذا الدعي ( أبو فارس ) فوافقت على مضض والله يشهد بهذا، فلما قابلته في طرابلس أعطاني الأمانة المذكورة ولم أكن على دراية بها ولا بمكانتها، ولم يشر لي من قريب ولا بعيد بعدم الإذن بتحقيقها، كما أوهم شيبة السوء ( أبو فارس ).
ولما قدمت المدينة قابلت الأخ المغربي وسلمته أمانته، وبعدها بأيام قابلت ( الأخ المغربي ) في مكتبة الشيخ حمّاد الأنصاري رحمه الله وطلبت منه أن يدلني على مخطوط أقدمه للجامعة لنيل درجة الماجستير، إذ كانت له عناية بالمخطوطات، فقال لي:
هذا المخطوط ( شرح الرسالة ) الذي أتيت به من ليبيا يصلح لذلك، فأخذت منه نسخة، وبالفعل قدمته كموضوع لرسالة الماجستير، وقمت بتحقيقه على أتم وجه تقريباً، حتى أن مشرفي أُعجب بعملي وأشاد به في قاعة المناقشة، وكذلك بقية الأعضاء ولله الحمد أولاً وآخراً.
وبحمدالله فقد قُرأ على سماحة مفتي عام المملكة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ حفظه الله وأعجب به وأثنى عليه وطلب مني طباعته وإكماله فامتثلت لأمره، فسافرت لليبيا وذهبت لمركز المخطوطات بطرابلس الغرب وطلبت منهم المخطوط فرفضوا وتعللوا بعلل واهية، تبين لي فيما بعد أن المدعو ( أبو فارس ) قام بتحذيرهم مني وطلب منهم أن لا يعطوني المخطوط.
فقمت بإرسال أحد أصدقائي ليأخذ منهم بقية المخطوط دون أن يُظهر معرفته بي عندهم، وبالفعل ذهب صديقي لهم وأعطوه المخطوط واشترطوا عليه أن لا يعطيه لأحد خصوصاً لطالب ليبي يدرس في المدينة ( والمراد أنا على وجه التحديد )، وقالوا له: لا نريد المخطوط يخرج من البلاد، فاتصل بي هذا الصديق وأخبرني بشرطهم، وقال لي: لا أستطيع تسليمك المخطوط إلا بفتوى من أهل العلم، فذهبت لسماحة المفتي وأعلمته بالأمر فقال لي: هذا لا يجوز وليس لهم حكر العلم وخذه منه.
وكذلك العلامة الشيخ صالح اللحيدان أمدّ الله في عمره على طاعته قال: لا يجوز إحتكار العلم بل هو مشاع بين أهله.
فاتصلت بصديقي وأعلمته فقام مشكوراً بإرسال المخطوط كاملاً جزاه الله خيراً - ( *ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله* ).
وقمت بنسخ المخطوط كاملاً بجميع أبوابه ولله الحمد والمنة ورُوجع وقريباً يخرج بإذن الله، مع الانتهاء من كتاب النكاح كاملاً والله الموفق.
2- ( زعم أني أوهمته وخدعته بأن طالباً مغربياً يريده لا للتحقيق ) ..
لماذا هذا الكذب يا شيبة السوء (؟!!)
للأسف قد جمعت بين سيئتين، سوء الخلق والظن، وسوء المنهج والمعتقد ..
الأخ المغربي كنت أنت وهو على اتفاق قبل أن أقابلك، ولهذا لما علم أني مسافر لليبيا كلمني وأعطاني رقم هاتفك وقال لي استلم الأمانة منه وأحضرها لي، وهذا على اتفاق سابق بينكما، ولم أوهمك ولم أكذب عليك فلماذا هذا الكذب (!!)
3- زعمت يا هذا أني أوهمت الجامعة بأن هذا هو الموجود من المخطوط ..
قلت: هذا هو الذي أعلمني به الأخ المغربي، فلم أوهم الجامعة كما زعمت، وبعد أن قدمت المخطوط وقبل في القسم علمت أن للمخطوط تكملة فسعيت للحصول عليها وقد قمت بالتواصل معك لكن سوء خلقك وسوء معتقدك كان سبباً في قطع العلاقة، ولعلي أفصل فيه لاحقاً (1)..
4- سيخرج كتاب النكاح كاملاً ...
مت بغيظك فالكتاب بأبوابه موجودٌ عندي كاملاً من صلاة العيدين وحتى نهاية كتاب النكاح والبيوع وغيرها *فلا نامت أعين الجبناء* ..
5- قولك: ( لم يشر إليّ من قريب ولا من بعيد ... ).
من أنت حتى يشار إليك يا شيبة السوء(2) وقد جمعت بين سوء الخلق وسوء المعتقد، فمثلك لا يذكر وإذا ذكر فإنما يذكر على وجه الذم والقَدْح، هكذا كان الأئمة الأعلام يفعلون مع أمثالك ..
*وأنا أخذت المخطوط على نية تحقيقه ودراسته من الأخ المغربي وليس منك* ..
وبإذن الله لي وقفة معك في مقال مطول أذكر فيه خزاياك التي بثثتها في موقعك وفي قناتكم قناة النبح - التي اجتمعت الكلمة على ذمها -، وكذلك مع السفيه المغرور الذي أرسلته إليّ(3) المدعو ( محمد أبو عجيلة ) الذي يتشدق بما لم يعط، خاصة بعدما أظهره إعلام الخوارج ( قناة التناطح )، فلا علم ولا فهم مع عجب وغرور ..
ورد مطول مع كبيركم الذي علمكم السحر ( الكاذب الغرياني ) ..
وأخيراً أقول: إخسأ فوالله لن تعلو قدرك إذا كان لمثلك قدر (!!)
------------------
(1): وكذلك لما تواصلت بنفسي وعن طريق بعض الشباب مع مركز جهاد الليبيين الذي يوجد به أصل المخطوط زعموا أنه تلف وتآكل ..
(2): وقد جاء للمملكة وطلب مقابلة العلماء فرفضوا مقابلته فذهب للمدينة فاستقبله السفهاء ممن وافق هواه أهواءهم ..
(3): وقصة إرسالهم لي مضحكة مبكية تدل على سفه في العقل والخلق من كليهما وجبن في المواجهة وهكذا هي عادة أهل البدع ..
كتبه: صبري المحمودي المسلاتي
8 . 6 . 1438 هجري