أرسل لي أحدهم هذه الرسالة:
(أريدك منك تأملاً أيضاً في المداخلة والفرق بينهم و بين الإخوان في الحزبية فهؤلاء لهم مؤسس ينتهجون منهجه و هؤلاء لهم شيخ يقدسونه و لا يصدرون الإ عن رأيه.
تأملها بتجرد و أعطني رأيك).
فأجبته بالآتي:
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وبعد:
من تسميهم مداخلة ليسوا حزباً بالمعنى الذي حرمته الشريعة وذلك أنهم لا يعترفون بالتحزب لطائفة كما تفعله جماعة الإخوان أو ما تولد منها كالسروريون:
فالإخوان يقولون:
إن للإخوان صرح كل مافيه حسن
لا تسلني من بناه إنه البنّا حسن.
وهذا لا يقوله من تسميهم مداخلة!!
والسروريون صرح مؤسسهم محمد سرور في لقاء له على قناة (الحوار) أنه أنشأ حزباً في المملكة العربية السعودية وبسببه طرد منها.
ومن تسميهم بالمداخلة لم يؤسسوا حزباً بهذا المعنى وإنما هم يتبعون العلماء واتباعهم للعالم إنما يكون عن دليل وحجة وإذا أخطأ ردوا قوله وقد يحصل تعصب من بعض الأتباع وهذا لا يبرر جعلهم حزباً بل هم يحاربون الأحزاب بشتى أنواعها (إخوان وتبليغ وعلمان وووو) وهذا لا نجده عند هذه الجماعات الإسلامية بل هم يسيرون على القاعدة البدعية التي قررها حسن البنّا (نجتمع فيما اتفقنا عليه ويعذر بَعضُنَا بعضاً فيما اختلفنا فيه) فيجتمع الإخوان والتبليغ والسروريون ولا ينكر أحدهم على الأخر والواقع يشهد لذلك!
والذين يطلق عليهم مداخلة اليوم هم من:
1- يحاربون الحزبية بكل أشكالها وألوانها وينتصرون لمنهج السلف الصالح.
2- يرون السمع والطاعة لإمامهم - ولا يحصرون ذلك في الإمام الأعظم - في غير معصية، ولا يفتاتون عليه بتقديم رأي حزبهم وجماعتهم عليه ويخرجون عليه بالمظاهرات والاعتصامات وكل أنواع الخروج وإن زعموا أنهم ينكرون المنكر فليس هذه طريقهُ وقد بينت ذلك في المقال وفي ردي على بنت سعود.
3- لو خالف الشيخ ربيع أو الشيخ عبيد أو غيرهما الكتاب والسنة لردوا قوله ولم يلتفتوا إليه؛ لأن المعظم هو كتاب الله وسنة نبيه ﷺ فالعالم كما ذكر ابن القيم في "زاد المعاد" كالنجوم للمسافر في الطريق فإذا وصل المسافر مبتغاه تركها والعصمة من الخطأ إنما تكون للأنبياء لا لغيرهم.
تنبيه: ما يقع من بعض الأتباع من التعصب والغلو لرأي عالم من العلماء أو لجماعة منهم لا يحسب هذا على أهل العلم ولأجله تصنف فرقة!
فالفرقة لها أصول وضوابط جزئية وكلية تخالف بها طريقة أهل السنة وقد بيّن هذا أهل العلم ممن كتب في الفرق والأديان، والذين تسميهم مداخلة لن تجد هذا عندهم وأتحداك في هذا!!
المداخلة والجامية والوهابية والحشوية وغير هذه الألقاب يطلقها أعداء السنة للتنفير من السنة:
فالشيخ محمد بن عبدالوهاب دعى الناس للتوحيد فقالوا وهابي ونسبوه لطائفة مع العلم أنه لم يدعو الناس لما يخالف الكتاب والسنة!
والشيخ محمد أمان والشيخ ربيع كذلك دعو الناس لاتباع منهج السلف في باب الإمامة وحاربوا التحزب والمفهوم المغلوط للشورى الذي يدعو له الإسلاميون اليوم فقالوا جامية مداخلة.
وأعيد وأكرر تعصب جماعة أو طائفة لرأي عالم في قول خالف فيه الحق خطأ، ولا يجعل منهم فرقة وجماعة بخلاف من أسس جماعة وفرقة على أصل بدعي خالف فيه الكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح.
اللهم اهدني وإياك وجميع المسلمين لما اختلف فيه من الحق وجعلنا من أنصار دينه وأتباع ملته إنه ولي ذلك والقادر عليه ..
والحمدلله الذي بنعمته تتم الصالحات ..
كتبه: صبري المحمودي
4 . 5 . 1437 هجري
بارك الله فيك علي هذا المجهود خونا صبري المحمودي
ردحذفوفيك بارك الله
ردحذف