﷽
الحمدلله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
كنت قد كتبت مشاركة في إحدى صفحات الفيس بوك كان موضوعها: (حادثة أول مظاهرات عنيفة ضد تزوير الانتخابات بالعهد الملكي) فقلت:
منازعة الحاكم في سلطانه أمر حرمته الشريعة الإسلامية وسمته افتياتاً وهذا حقيقة ما تفعله هذه الأحزاب التي في الغالب يكون ولائاتها لخارج الوطن ومن درس معتقد أهل السنة والجماعة في باب الإمامة وأحكامها علم التخبط الذي نعانيه باسم الديمقراطية والتعددية وما هي إلا تقليد أعمى للغرب وصدق الله سبحانه إذ يقول: (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم) وقال نبيناﷺ: (لو دخلوا جحر ضبٍ لدخلتموه).
ليت القرّاء الأكارم يطالعوا نشأة هذه الفكرة - الديمقراطية - ومن مؤسسها وهل تتوافق مع شريعتنا أو تخالفها؟
ومن العجب بعض من علق في الصفحة ذكر اسم (عزمي بشارة) نصراني وعضو في الكنيست الإسرائيلي!! فهل مثل هذا ينصح لأمة محمد ﷺ؟!!
أرجو التمعن بعقل وانصاف فيما كتبت ..
فكتبت إحدى المشاركات في الصفحة قائلةً:
(كيف هذا؟!!
ومن قال إن الحزب ينازع السلطان؟!
وأين ذهبت الشورى؟!
وأين الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟!
ولو كان فيك اعوجاجاً لقومناه!!
ألم يكن سيدنا أبوذر حزبياً؟!
ألم يقل سيدنا عمر: (أصابت امراة وأخطأ عمر)؟!
ثقافة السلفية على الطريقة السعودية هي ما أوصلنا إلى الهزائم)!!
فرددت عليها بالآتي:
لو تعلمتي العلم الشرعي يا بنت سعود لعرفتي الخلط اللي كتبتيه لكن رحم الله عمر حينما قال: (تفقهوا قبل أن تسودوا)!!
• قولك: (من قال أن الحزب ينازع السلطان؟) فالجواب عليه أن يقال:
الواقع خير مثال!!
والمقال شاهد!!
فخروج السعداوي ومن معه اعتراضاً على الملك مخالفٌ لما بينه لنا نبينا ﷺ عن أمور ننكرها على الحكام وأمرنا بالصبر عليها.
فعن عبادة بن الصامت قال : دعانا النبي ﷺ فبايَعَنا، فكان فيما أَخَذَ علينا: أن بَايَعنَا على السمع والطاعة في منشطنا ومكرهنا وعسرنا ويسرنا وأَثَرَةٍ علينا، وأن لا ننازع الأمر أهله، إلاَّ أن تروا كفراً بواحاً عندكم من الله فيه برهان. متفق عليه.
وقد أخرجه البخاري في كتاب الفتن باب قول النبي ﷺ: (سترون بعدي أموراً تنكرونها).
• وأمَّا قولك: (وأين ذهبت الشورى؟) فالجواب عليه أن يقال:
الشورى التي جاءت بها الشريعة ليست بهذه الصورة التي حرَّفها لكم الإخوان المفلسون وفرح بها الليبراليون، الشورى التي جاءت بها الشريعة هي مشاورة أهل الرأي عملاً بقوله تعالى (وشاورهم في الأمر) على خلاف بين العلماء في وجوب مشاورة ولي الأمر، ولكن العمل بالشورى مرده لولي الأمر بلا خلاف، لا إلى أهل الشورى.
وبصورة أوضح الشورى معلمة وليست ملزمة، ولعلك تراجعي كلام أهل العلم في ذلك فالخوض في هذه المسائل بغير علم يجعل الكاتب يهرف بما لا يعرف!!
• وقولك: (أين الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) فليتك لم تنطقي بها لأن هذه الأحزاب أمرها قائم على منكر والغاية لا تبرر الوسيلة إلا عند خُوَّان المسلمين ومن على شاكلتهم ..!!
• وقولك: (ولو كان فيك اعوجاجاً لقومناه) فهذا الأثر التاريخي لا يصح ولا يثبت والقاعدة عند أهل العلم أن الأحكام الشرعية لا تبنى على الضعيف الذي لا يثبت بخلاف الروايات التاريخية التي لا تبنى عليها أحكام فتنبهي!!
• قولك: (ألم يكن سيدنا أبو ذَر حزبياً؟!) حاشاه رضي الله عنه!!
(كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذباً)!!
وهذه السخافة سبق أن استعملها من كان قبلكم فنادوا بالاشتراكية زعماً منهم أن صاحب نبينا ﷺ كان اشتراكياً!! عظم عليهم نسبة هذا الكذب لنبينا ﷺ فألصقوها بأصحابه وهم من كانوا يقتادون به ولا يخرجون عن الخط الذي رسمه لهم قيد أنملة ولله في خلقه شؤون!!
وقديماً قيل:
عش رجباً ترى عجباً
• قولك: (ألم يقل سيدنا عمر: (أصابت امراة وأخطأ عمر)؟!):
فالجواب عليه كالآتي:
1- أثبتي صحة هذه المقولة.
2- إذا ثبتت فهذا لا ينطبق على موضوعنا وفرق بين التشاور وإبداء النصح وبين الإنكار عليه بالمظاهرات والاعتصامات ونحو هذه الفعال التي فيها افتيات على ولاة الأمور، ولم نسمع من الصحابة رضوان الله عليهم فعلوا ذلك لا أبا ذَر ولا غيره !!
• قولك: (ثقافة السلفية على الطريقة السعودية هي ما أوصلنا إلى الهزائم)!!) فأقول:
هذه - بارك الله فيكي - ثقافة القرآن والسنة وما كان عليه أصحاب محمد ﷺ لكن الجاهل والمتصدر في غير فنه يكتب ويتشدق ويضحك عليه العقلاء بفعله ولا يشعر!!
وانظري لحالكِ وحال بلدكِ بالثقافة التي تنادي بها أنت ومن معكِ أين أوصلتمونا وانظري لبلاد الحرمين بثقافتها أين وصلت!!
وأين الثرى من الثريا
حفظ الله بلاد الحرمين وجميع بلاد المسلمين وأعزهم بطاعته ونصرة دينه ..
• فكتبت قائلة:
(سأقول كلمة واحدة:
رحم الله بشير السعداوي - وهو من كان يقود هذه المظاهرة ضد الملك - لم يخرج على الملك وإنما خرج لما رأه منكراً من تزوير وغيره - والله اعلم بحقيقته - وقال كلمة حق).
فرددت عليها بالآتي:
الشريعة الإسلامية بينت كيف يكون إنكار المنكر وفرقت بين الإنكار على الحاكم والإنكار على غيره فالأصل في الإنكار على الحاكم أن تكون سراً وفيما بينك وبينه بخلاف غيره ..
أخرج أحمد في مسنده بسند صحيح من حديث عياض بن غنم أن النبي ﷺ قال: (من أراد أن ينصح لسلطان بأمر فلا يبد له علانية ولكن ليأخذ بيده فيخلو به فإن قبل منه فذاك وإلا كان قد أدى الذي عليه).
وفي سَنَن سعيد بن منصور أن سعيد بن جبير قال لابن عباس رضي الله عنها: آمر إمامي بالمعروف؟ قال ابن عباس: (إن خشيت أن يقتلك فلا؛ فإن كنت ولابد فاعلاً ففيما بينك وبينه ولا تغتب إمامك).
رحم الله عبدالله بن عباس ورفع منزلته فلم يقل لسعيد أخرجوا عليه مظاهرات وافعلوا فيه وافعلوا وإنما نصح له ونصح للأمة من بعده.
ويا ترى هل بشير السعداوي ومن معه غفر الله لهم ورحمهم وعفى عنهم عملوا بأمر النبي ﷺ؟!!
تفقهوا قبل أن تسودوا وقبل أن تتكلموا في أمر العامة !!
وكلمة الحق التي تكون عند الحاكم بينت الشريعة كيف تكون:
1- تكون عند الحاكم لا خلف ظهره وفوق المنابر والساحات والتجمعات فتهيج العامة على السلطان ويحصل من المفاسد ما الله به عليم.
2- تراعى فيها المصالح والمفاسد لأن دين الله قائم على جلب المصالح وتكثيرها ودرء المفاسد وتقليلها.
والحمدلله الذي بنعمته تتم الصالحات ..
• كتبه: صبري المحمودي
• تم تحريره وتنسيقه ليلة الثلاثاء 14 . 5 . 1437 هجري
❁ ❁❁ ❁